فصل: سورة الطارق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (23- 36):

{عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)}
{على الأرائك ينظرون} أَيْ: إلى ما أعطاهم الله سبحانه من النَّعيم والكرامة.
{تعرف في وجوههم نَضْرَةَ النعيم} أي: غضارته وبريقه.
{يسقون من رحيق} وهو الخمر الصَّافية. {مختوم}.
{ختامه مسك} يعني: إذا فني ما في الكأس وانقطع الشَّراب يختم ذلك الشَّراب برائحة المسك. {وفي ذلك فيتنافس المتنافسون} فليرغب الرَّاغبون بالمبادرة إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ.
{ومزاجه} ومزاج ذلك الشَّراب {من تسنيم} وهو عينُ ماءٍ تجري في جنَّة عدنٍ، وهي أعلى الجنَّات، ثمَّ فسَّره فقال: {عيناً يشرب بها المقربون} أَيْ: يشربها المُقرَّبون.
{إنَّ الذين أجرموا} أشركوا: يعني: أبا جهلٍ وأصحابه {كانوا من الذين آمنوا} من فقراء المؤمنين {يضحكون} استهزاءً بهم.
{وإذا مروا بهم يتغامزون} يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون إليهم.
{وإذا انقلبوا} رجعوا {إلى أهلهم} أصحابهم وذويهم {انقلبوا فاكهين} مُعجبين بما هم فيه، يتفكَّهون بذكر المؤمنين.
{وإذا رأوهم} رأوا المؤمنين {قالوا إنَّ هؤلاء لضالون}.
{وما أرسلوا} يعني: الكفَّار {عليهم} على المؤمنين {حافظين} لأعمالهم موكلين بأموالهم.
{فاليوم} يعني: يوم القيامة {الذين آمنوا من الكفار يضحكون} كما ضحكوا منهم في الدُّنيا.
{على الأرائك ينظرون} إليهم كيف يُعذَّبون.
{هل ثوِّب الكفار ما كانوا يفعلون} أي: هل جُوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدُّنيا؟

.سورة الانشقاق:

.تفسير الآيات (1- 4):

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
{إذا السماء انشقت} تنشقُّ السَّماء يوم القيامة.
{وأذنت لربها} سمعت أمر ربِّها بالانشقاق {وحقت} وحقَّ لها أن تطيع.
{وإذا الأرض مدَّت} من أطرافها فَزِيد فيها، كما يمدُّ الأديم.
{وألقت ما فيها} ما في بطنها من الموتى والكنوز {وتخلَّت} وخَلَتْ منها.

.تفسير الآيات (6- 19):

{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)}
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً} عاملٌ لربِّك عملاً {فملاقيه} فملاقٍ عملك، والمعنى: إذا كان يوم القيامة لقي الإنسان عمله.
{فأمَّا مَنْ أوتي كتابه بيمينه}.
{فسوف يحاسب حساباً يسيراً} وهو العرض على الله عزَّ وجلَّ؛ لأنَّ مَنْ نُوقش الحساب عُذِّب.
{وينقلب إلى أهله} في الجنَّة {مسروراً}.
{وأمَّا مَنْ أوتي كتابه وراء ظهره} وذلك أنَّ يديه غُلَّتا إلى عنقه، فيُؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره.
{فسوف يدعو ثبوراً} فينادي بالهلاك على نفسه.
{ويصلى سعيراً} ويدخل النَّار.
{إنَّه كان في أهله} في الدُّنيا {مسروراً} متابعاً لهواه.
{إنَّه ظنَّ أن لن يحور} لن يرجع إلى ربِّه.
{بلى} أيْ: ليس الأمر كما ظنَّ، يرجع إلى ربِّه.
{فلا أقسم} معناه فأقسم {بالشفق} وهو الحمرة التي تُرى بعد سقوط الشَّمس. وقيل: يعني: اللَّيل والنَّهار.
{والليل وما وسق} جمع وحمل، وضمَّ وآوى من الدَّوابِّ والحشرات، والهوام والسباع، وكلّ شيء دخل عليه اللَّيل.
{والقمر إذا اتسق} اجتمع واستوى.
{لتركبنَّ طبقاً عن طبق} حالاً بعد حالٍ، من النُّطفة وإلى العلقة، وإلى الهرم والموت حتى يصيروا إلى الله تعالى.

.تفسير الآيات (23- 25):

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)}
{والله أعلم بما يوعون} أي: يحملون في قلوبهم، ويُضمرون.
{فبشرهم} أخبرهم {بعذاب أليم}. وقوله: {غير ممنون} أي: غير منقوصٍ ولا مقطوعٍ.

.سورة البروج:

.تفسير الآيات (1- 6):

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)}
{والسماء ذات البروج} يعني: بروج الكواكب، وهي اثنا عشر برجاً.
{واليوم الموعود} يوم القيامة.
{وشاهد} يوم الجمعة {ومشهود} يعني: يوم عرفة.
{قتل} لُعن {أصحاب الأخدود} وهو الشَّقُّ يحفر في الأرض طولاً، وهم قومٌ كفرةٌ كانوا يعبدون الصنم، وكان قومٌ من المؤمنين بين أظهرهم يكتمون إيمانهم، فاطَّلعوا على ذلك منهم فشقُّوا أخدوداً في الأرض، وملؤوه ناراً وعرضوهم على النَّار، فمن لم يرجع عن دينه قذفوه فيها.
{النار ذات الوقود} ذات الالتهاب.
{إذ هم عليها قعود} وذلك أنَّهم قعدوا عند تلك النَّار.

.تفسير الآيات (7- 8):

{وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)}
{وهم على ما يفعلون بالمؤمنين} من التَّعذيب والصَّدِّ عن الإِيمان {شهود} حاضرون. أخبر الله تعالى عن قصَّة قومٍ بلغت بصيرتهم في إيمانهم إلى أن صبروا على أَنْ أُحرقوا بالنَّار في الله.
{وما نقموا منهم إلاَّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} أَيْ: ما أنكروا عليهم ذنباً إلاَّ إيمانهم.

.تفسير الآية رقم (10):

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)}
{إنَّ الذين فتنوا} أَيْ: أحرقوا {المؤمنين والمؤمنات ثمَّ لم يتوبوا} لم يرجعوا عن كفرههم {فلهم عذاب جهنم} بكفرهم {ولهم عذاب الحريق} بما أحرقوا المؤمنين.

.تفسير الآيات (12- 15):

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)}
{إنَّ بطش ربك} أخذه بالعذاب {لشديد}.
{إنَّه هو يبدئ} الخلق، يخلقهم ابتداءً ثمَّ يُعيدهم عند البعث.
{وهو الغفور الودود} المحبُّ أولياءه.
{ذو العرش} خالقه ومالكه {المجيد} المستحقُّ لكمال صفات العلوِّ والمدح.

.تفسير الآيات (17- 22):

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}
{هل أتاك حديث الجنود} خبر الجموع الكافرة، ثمَّ بيَّن مَنْ هم فقال: {فرعون وثمود}.
{بل الذين كفروا} من قومك {في تكذيب} كذبٍ لك.
{والله من ورائهم محيط} قدرته مشتملةٌ عليهم فلا يعجزه منهم أحدٌ.
{بل هو قرآن مجيد} كثير الخير، وليس كما زعم المشركون.
{في لوح محفوظ} من أن يبدِّل ما فيه أو يُغيِّر.

.سورة الطارق:

.تفسير الآيات (1- 8):

{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)}
{والسماء والطارق} يعني: النُّجوم كلَّها؛ لأنَّ طلوعها باللَّيل، وكلُّ ما أتى ليلاً فهو طارق، وقد فسَّر الله تعالى ذلك بقوله: {النجم الثاقب} المضيء النَّيِّرُ.
{إن كلُّ نفسٍ لما عليها} لَعَليها، و{ما} صلة {حافظ} من ربِّها يحفظ عملها.
{فَلْيَنْظُرِ الإِنسان ممَّ خلق} من أيِّ شيءٍ خلقه ربُّه، ثمَّ بيَّن فقال: {خلق من ماءٍ دافق} مدفوقٍ مصبوبٍ في الرَّحم. يعني: النُّطفة.
{يخرج من بين الصلب} وهو ماء الرَّجل {والترائب} عظام الصَّدر، وهو ماء المرأة.
{إنَّه} إنَّ الله {على رجعه} على بعث الإِنسان وإِعادته بعد الموت {لقادر}.

.تفسير الآيات (9- 17):

{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
{يوم تبلى السرائر} يعني: يوم القيامة، وفي ذلك اليوم تختبر السَّرائر، وهي الفرائضُ التي هي سرائر بين العبد وربِّه، كالصَّلاة والصَّوم وغسل الجنابة، ولو شاء العبد أن يقول: فعلت ذلك ولم يفعله أمكنه، فهي سرائر عند العبد، وإنما تبين وتظهر صحَّتها وأمانة العبد فيها يوم القيامة.
{فما له} يعني: الإِنسان الكافر {من قوة ولا ناصر}.
{والسماء ذات الرجع} أَيْ: المطر.
{والأرض ذات الصدع} تتشقَّق عن النَّبات.
{إنه} أَيْ: القرآن {لقول فصل} يفصل بين الحقّ والباطل.
{وما هو بالهزل} أَيْ: باللَّعب والباطل.
{إنهم} يعني: مشركي مكَّة {يكيدون كيداً} يُظهرون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم على ما هم على خلافه.
{وأكيد كيداً} وهو استدارجُ الله تعالى إيَّاهم من حيث لا يعلمون {فمهِّل الكافرين أمهلهم رويداً} يقول: أخِّرهم قليلاً؛ فإني آخذهم بالعذاب، فأُخذوا يوم بدرٍ، وذلك أنَّه كان يدعو الله تعالى عليهم، فقال الله تعالى: {أمهلهم رويداً}، أَيْ: قليلاً.

.سورة الأعلى:

.تفسير الآيات (1- 6):

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}
{سبِّح اسم ربك الأعلى} نزِّه ذات ربِّك من السُّوء. وقيل: معناه: قل: سبحان ربِّي الأعلى.
{الذي خلق فسوَّى} خلق الإنسان مُستوي الخلق.
{والذي قدَّر فهدى} قدَّر الأرزاق ثمَّ هدى لطلبها.
{والذي أخرج} من الأرض {المرعى} النَّبات.
{فجعله غثاء} يابساً وهو ما يحمله السَّيل ممَّا يجف من النَّبات {أحوى} أسود بالياً.
{سنقرئك} سنجعلك قارئاً لما يأتيك به جبريل عليه السَّلام من الوحي {فلا تنسى} شيئاً، وهذا وعدٌ من الله سبحانه لنبيِّه عليه السَّلام أن يحفظ عليه الوحي حتى لا ينفلت منه شيءٌ.

.تفسير الآيات (7- 19):

{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}
{إلاَّ ما شاء الله} أن ينسخه. وقيل: إلاَّ ما شاء الله، وهو لا يشاء أن تنسى {إنَّه يعلم الجهر} من القول والفعل {وما يخفى}.
{ونيسِّرك لليسرى} أَيْ: نُهوِّن عليك الشَّريعة اليسرى، وهي الحنيفيَّة السَّمحة.
{فذكر} فَعِظْ بالقرآن {إن نفعت الذكرى} التَّذكير.
{سيذكر} سيتَّعظ {من يخشى} الله.
{ويتجنبها} ويتجنَّب الذِّكرى ويتباعد عنها {الأشقى} في علم الله.
{الذي يصلى النار الكبرى} الذي يدخل جهنَّم.
{ثمَّ لا يموت فيها ولا يحيى} لا يموت فيها موتاً يستريح به من العذاب، ولا يحيا حياةً يجد فيها روح الحياة.
{قد أفلح} صادف البقاء في الجنَّة {مَنْ تزكَّى} أكثر من العمل الصالح.
{وذكر اسم ربه فصلى} أَيْ: الصَّلوات الخمس.
{بل تؤثرون} تختارون {الحياة الدنيا}.
{والآخرة خير وأبقى} من الدُّنيا.
{إنَّ هذا} الذي ذكرتُ من فلاح المُتزكِّي، وكون الآخرة خيراً من الدُّنيا {لفي الصحف الأولى} مذكورٌ في الكتب المتقدِّمة.
{صحف إبراهيم وموسى} يعني: ما أنزل الله عليهما من الكتب.